في احدى المرات، طلبت مني معلمة أحياء في المدرسة التي أعمل بها ان تستخدم مختبر الحاسوب الذي أتولى مسؤوليته لكي تعطي حصة باستخدام جهاز العرض LCD، ولست أدري هل كان من حسن حظها أم من حسن حظي أن كان المختبر متوفرا ذلك اليوم ولم يكن محجوزا. دخلت المعلمة مع طالباتها وبدأت الحصة ، وانا لم استطع الخروج..
لقد أسرتني، ولوهلة تمنينت أن أعود صغيرة لأكون احدى طالباتها. لقد كانت أحد أجمل الحصص التي حضرتها، وحتى هذه اللحظة ما زلت اتذكر الكثير من تفاصيلها وما قيل فيها. قلت في نفسي: كيف تستطيع تلك المعلمة أن تجعل حصتها بمثل تلك الروعة؟ ما السر؟...
ومرالوقت، ودخلت مساق موضوع خاص في تعليم العلوم، وطلب منا الدكتور أن نوثق حالة معلم أو معلمة حسب المواضيع المطلوبة منا، وكان من حسن حظي أيضا أن كان موضوع مجموعتي هو جهاز الدوران، فكانت أول من خطر ببالي...
بعد ان أخبرنا الدكتور عن موضوع توثيق الحالة، لم أنتظر، ذهبت اليها مباشرة وأخبرتها برغبتي في توثيق حالتها قبل عدة اسابيع من بدء العمل الفعلي في توثيق الحالات، فقبلت مباشرة، وقد كنت متلهفة جدا أن أقوم بتوثيق حالتها، ليس فقط من أجل المساق، ولكن من أجل معرفة السر، ولأني شعرت أن هذه الحالة ملهمة حقا ومفيدة جدا لغيرها من المعلمين والمعلمات.
وعندما بدأت في توثيق الحالة كان من المهم اعداد اختبار معرفة المعلم بالمحتوى، وقد كان هذا اصعب تحدي واجهته، لقد كانت المعلمة الأولى على دفعتها في الجامعة وعملت معيدة لمدة عامين في الجامعة وتعمل معلمة لعدة سنوات، مهما تعمقت ودرست المادة فلن أستطيع أبدا في فترة شهرين أن أصل لمستواها في التخصص، لذا لجأت لاستاذ في الجامعة وطبيب ودكتور في التحاليل الطبية وكتب جامعية، من أجل اعدادا اختبار مناسب، كما قررت استخدام استبانة الحشوة لفحص المعرفة البيداغوجية، و CORE الخاص بلاورن من توثيق هذه المعرفة، واجراء مقابلة لتوثيق PAPER، وقد كانت المعلمة متعاونة معي لأبعد حدود، وغاية في العطاء.
.jpg)
أكثر ما فاجأني حقيقة، هو عندما كانت تجاوب على أسألتي، لقد كنت كأني أرى مقالات الحشوة وفان دريل ولاورن حية أمامي، فرغم أن المعلمة قارئة متعمقة في الفلسفة إلا أنها لا تعرف شيئا عن PCK ولا عن البنائية ولا النظريات التربوية، لكنها تحدثك مثلا عن ضرورة فهم واستكشاف معرفة الطلاب السابقة وكيفية استكشافها (البنائية)، وتحدثك عن تطور معرفتها بطرق التدريس من خلال تحضيرها الجيد للدرس وتفاعلها مع الطلاب والتفكير بعد الدرس فيما حدث (الا يذكر ذلك بمقالة الحشوة). وقد اعطت من التشبيهات والتمثيلات ومؤشرات كبيرة على عمق المعرفة بالتخصص ما يوحي بأنها متعمقة في الأدب التربوي، وما يجعلها حالة جديرة بالتوثيق والنشر أيضا.
وفي جميع مراحل التوثيق بدأ يتضح لي عمق معرفتها وقوة PCK الخاص بها. لكني وجدت ايضا أن السر الحقيقي في أدائها هو ما باحت هي به عندما قالت : عندما تدرس أعط المادة جزء من روحك ( ألا يذكرنا ذلك بمعلم الفيزياء والتر لوين Walter Lewin)
لقد أسرتني، ولوهلة تمنينت أن أعود صغيرة لأكون احدى طالباتها. لقد كانت أحد أجمل الحصص التي حضرتها، وحتى هذه اللحظة ما زلت اتذكر الكثير من تفاصيلها وما قيل فيها. قلت في نفسي: كيف تستطيع تلك المعلمة أن تجعل حصتها بمثل تلك الروعة؟ ما السر؟...
ومرالوقت، ودخلت مساق موضوع خاص في تعليم العلوم، وطلب منا الدكتور أن نوثق حالة معلم أو معلمة حسب المواضيع المطلوبة منا، وكان من حسن حظي أيضا أن كان موضوع مجموعتي هو جهاز الدوران، فكانت أول من خطر ببالي...
بعد ان أخبرنا الدكتور عن موضوع توثيق الحالة، لم أنتظر، ذهبت اليها مباشرة وأخبرتها برغبتي في توثيق حالتها قبل عدة اسابيع من بدء العمل الفعلي في توثيق الحالات، فقبلت مباشرة، وقد كنت متلهفة جدا أن أقوم بتوثيق حالتها، ليس فقط من أجل المساق، ولكن من أجل معرفة السر، ولأني شعرت أن هذه الحالة ملهمة حقا ومفيدة جدا لغيرها من المعلمين والمعلمات.
وعندما بدأت في توثيق الحالة كان من المهم اعداد اختبار معرفة المعلم بالمحتوى، وقد كان هذا اصعب تحدي واجهته، لقد كانت المعلمة الأولى على دفعتها في الجامعة وعملت معيدة لمدة عامين في الجامعة وتعمل معلمة لعدة سنوات، مهما تعمقت ودرست المادة فلن أستطيع أبدا في فترة شهرين أن أصل لمستواها في التخصص، لذا لجأت لاستاذ في الجامعة وطبيب ودكتور في التحاليل الطبية وكتب جامعية، من أجل اعدادا اختبار مناسب، كما قررت استخدام استبانة الحشوة لفحص المعرفة البيداغوجية، و CORE الخاص بلاورن من توثيق هذه المعرفة، واجراء مقابلة لتوثيق PAPER، وقد كانت المعلمة متعاونة معي لأبعد حدود، وغاية في العطاء. أكثر ما فاجأني حقيقة، هو عندما كانت تجاوب على أسألتي، لقد كنت كأني أرى مقالات الحشوة وفان دريل ولاورن حية أمامي، فرغم أن المعلمة قارئة متعمقة في الفلسفة إلا أنها لا تعرف شيئا عن PCK ولا عن البنائية ولا النظريات التربوية، لكنها تحدثك مثلا عن ضرورة فهم واستكشاف معرفة الطلاب السابقة وكيفية استكشافها (البنائية)، وتحدثك عن تطور معرفتها بطرق التدريس من خلال تحضيرها الجيد للدرس وتفاعلها مع الطلاب والتفكير بعد الدرس فيما حدث (الا يذكر ذلك بمقالة الحشوة). وقد اعطت من التشبيهات والتمثيلات ومؤشرات كبيرة على عمق المعرفة بالتخصص ما يوحي بأنها متعمقة في الأدب التربوي، وما يجعلها حالة جديرة بالتوثيق والنشر أيضا.
وفي جميع مراحل التوثيق بدأ يتضح لي عمق معرفتها وقوة PCK الخاص بها. لكني وجدت ايضا أن السر الحقيقي في أدائها هو ما باحت هي به عندما قالت : عندما تدرس أعط المادة جزء من روحك ( ألا يذكرنا ذلك بمعلم الفيزياء والتر لوين Walter Lewin)
رائع جدا... أعط المادة جزء من روحك
ردحذف